نهاية اميره العاثبه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نهاية اميره العاثبه
نهاية الأميرة العابثة
الملك جورج الثالث أرغم ولي عهده علي
الزواج من الأميرة كارولين لأسباب سياسية
كان هذا الزواج سياسيا مافي ذلك شك او من جهة اخري كان الملك قد ضاق ذرعا بسلوك ولي عهده الذي كان يعاشر سيدة تدعي مسز فنز هربرت معاشرة الازواج فأراد ان يضع حدا لسلوكه المشين، وكان ولي العهد شديد الاسراف إذ بلغت ديونه في عام 1792 مايقرب من نصف مليون جنيه، الأمر الذي حدا برئيس الوزراء ان يعرض الامر علي الملك، فقبل ان يسدد ديونه علي شرط أن يتولي رئيس الوزراء اقناعه بالزواج من كارولين، وعلي هذا الأساس رضخ ولي العهد لأوامر أبيه في هذا الزواج مرغما.
ونعرف من خلال الاحداث ان الدوق برنزويك والد كارولين احد قواد الالمان الذين وقفوا الي جانب انجلترا في حربها ضد فرنسا، وكانت والدتها الأميرة أوجتا أخت الملك جورج الثالث، ولم تكن كارولين جميلة بل كانت قصيرة القامة غير متناسقة الاعضاء، كما انها لم تكن صغيرة السن بل كانت وقت خطبتها الي ولي عهد انجلترا قد ناهزت الثامنة والعشرين ربيعا.
ويقول بعض المؤرخين ان كارولين كانت غير متزنة في أحاديثها بل رماها بعضهم بالجنون.. كما كان مظهرها الخارجي غير حسن وتميل الي الفحش في الكلام.
وكان ولي العهد يجهل تمام الجهل كل هذه النقائص التي تشين كارولين، ولم يتجاسر احد من الوزراء الذين سبق لهم ان قابلوها وتحدثوا إليها ان يفضوا لولي العهد بذلك، وأن يكاشفوه بحقيقتها وذلك خوفا من الملك الذي كان شديد الرغبة في ان تتم هذه الزيجة بأي ثمن!
المهم ان الملك ارسل بوزيره اللورد مالسلبوري الي دوق برنزويك للاتفاق معه وتحديد ميعاد لاتمام العقد، وعندما تقابل الخطيبان لأول مرة في انجلترا، اتضح ان كلامنهما لم يفز باعجاب الاخر، فقد كاد يغمي علي ولي العهد عندما شاهدها، حتي انه طلب الي احد مرافقيه ان يسعفه بكأس من البراندي.
أما هي فقد حملقت في وجهه ببلاهة وقالت لوصيفاتها بالفرنسية (انني أراه ضخما جدا).
وعقد الزواج في 8 من ابريل سنة 1795 بكنيسة (الشايل روبال) وكان ولي العهد في حالة يرثي لها عند اجراء مراسيم العقد، فقد علت وجهه صفرة شديدة، وقيل انه كان ثملا امام كارولين فقد كانت علي العكس مبتهجة أشد الابتهاج.
***
وكان من الطبيعي ان يدب الخلاف بينهما حتي بعد ان انجبا الأميرة شارلوت.. وكان كل واحد منهما يعيش في جناح خاص!
وكان الناس يكرهون ولي العهد لأنه كان مغامرا وزير نساء، ومسرفا شديد الاسراف في كل شيء حتي بلغت ديونه ستمائة ألف جنيه!
وكانوا يحبون كارولين.
***
وفي عام 1804 قام نزاع بين الزوجين علي رعاية طفلتهما الاميرة شارلوت، وقد حدث هذا عندما ظهرت اشاعة بأن كارولين قد حملت سفاحا، مما حدا بالملك ان يجري تحقيقا في هذا الشأن واطلق علي هذا التحقيق (التحقيق الحساس) وثبت من هذا التحقيق بأن الاميرة كانت علي علاقة مشينة ببعض ضباط الحرس، وانها كانت تعاشر (وليم أوستين) وهو شاب وسيم (ابن مربية ولي العهد) معاشرة مشكوكا في أمرها كثيرا.
وعندما رفع نتيجة هذا التحقيق الي الملك جورج الثالث، امر باستبعاد اسم كارولين من البلاط الملكي، وقد التمست من الملك ان يستمع الي دفاعها فلن يأبه لها.
وكان رجال البلاط فيما عدا العدد القليل منهم يحقدون عليها حقدا شديدا لاستهتارها وسلوكها الشائن، ولكن غالبية الشعب الذي لم يكن يدري عن سلوكها شيئا كان في جانبها.
***
وعندما مرض الملك عين ولي عهده نائبا له، وكانت هي تعيش وحدها في قصر كنجتون ويتردد عليها بعض من كانت علي صلة طيبة بهم مثل الشاعر المعروف اللورد بيرون، والكاتب الكبير شارلز لابي، وغيرهما يوغرون صدر الأميرة ضد زوجها لكراهيتهم له.
رغم حب الشعب لها فانها لم تستطع ان تستغل هذا الحب لمصلحتها، بل ذهبت الي أوربا تتجول في مختلف مدنها لمدة ست سنوات، وهي تحيا حياة بوهيمية لاتليق بمركزها، واصطفت لنفسها وصيفا ايطاليا يدعي (برجاس).. وأخذت ألسنة الناس تتحدث عنها، ووصل الأمر الي زوجها فقرر ان ينفصل عنها بأية وسيلة.
***
ومات الملك جورج الثالث وتولي بعده ولي عهده باسم جورج الرابع، وعندما علمت كارولين بذلك قررت العودة لتكون بجانبه علي العرش!
وكانت فرصة امام الملك للتخلص منها، وكان تحت يده وثائق هامة تثبت عليها الخيانة الزوجية بطريق قاطع، فتقدم الي مجلس اللوردات برسالة تلاها علي المجلس يوم 6 من يونيو سنة 1820، يتهم فيها زوجته بخيانته اثناء وجودها في اوربا.
وعلمت هي بذلك فأرسلت الي المجلس رسالة تنفي عن نفسها هذه التهم، وان لديها الشهود علي ذلك ولكن اللجنة السرية التي كانت تفحص الوثائق والمستندات التي تقدم بها الملك انتهت الي القرار الآتي:
استبان لهذه اللجنة من فحص المستندات والوثائق المقدمة ضد الاميرة كارولين، وثبت لديها بطريق قاطع انها أثناء وجودها خارج الجزر البريطانية قد سلكت سلوكا مشينا لايتفق وكرامة مركزها.. إذ شهد عدد كبيرمن مختلف الطبقات، وفي مختلف دول اوربا، شهادة تقطع بان الاميرة كانت علي علاقة جنسية مع شخص اجنبي وكانت تعيش معه معيشة مبتذلة. ولما كان هذا السلوك من جانبها لايمس شخصها وحدها بل يمس الشعب البريطاني باجمعه، وكرامة التاج فإن اللجنة تنصح باتخاذ اجراء تشريعي في هذا الشأن.
تقدمت كارولين بدورها الي المجلس بطلب آخر ألحت فيه علي هذا المجلس بالموافقة علي سماع شهودها، وكان نصيب هذا الطلب الاهمال التام.
***
وبعد أيام تقدم نائب مدينة ليفربول الي المجلس يقضي بحرمان كارولين من حقوقها وامتيازاتها كزوجة للملك، وفي الوقت نفسه بفصم عري الزوجية بينهما، وكانت المذكرة الايضاحية المرفقة بهذا المشروع، تتضمن شرحا وافيا لما نسب الي كارولين، إذ بدأت بسرد تفاصيل مغادرتها لانجلترا عام 1814، وكيف انها اثناء وجودها بمدينة ميلانو بايطاليا قد اتخذت لنفسها وصيفا من بيئة وضيعة يدعي (برتولمبو برجاس).
وتذكر المذكرة هذه العلاقة الشائنة ثم تطالب ان تحرم الأميرة من لقبها كملكة أزاء سلوكها المعيب إذ انها لاتستحق بعد ذلك شرف الاستمرار كزوجة للملك، وان هذا الزواج يعتبر لاغيا بمجرد صدور المرسوم بذلك من جلالة الملك بناء علي رغبة افراد رعيته الأوفياء الممثلين في هذا المجلس الموقر.
***
حاولت كارولين من جانبها عرقلة سير القانون، فتقدم اللورد واكر في 6 من يولية باقتراح بطلب فتح باب المناقشة فيه وسماع أقوال كارولين وشهودها وقد أخذ الرأي علي هذا الاقتراح، فوافقت عليه الاغلبية علي ان يناقش في جلسة سرية لايحضرها إلا الأميرة والمدافعين عنها.
وفي مساء يوم 19 من اغسطس اجتمع البرلمان الانجليزي بمجلسيه، وبدأ في مناقشة مشروع القانون، واتفق الرأي علي استدعاء الاشخاص الذين سئلوا في التحقيق السري وكانت كارولين حاضرة في هذا الاجتماع.
نودي علي الشاهد الأول (تيودور ماجوش) وما ان سمعت كارولين اسمه حتي اسرعت الي خارج القاعة وهي في أشد حالات الهياج قرر الشاهد امام المجلس بعد حلفه لليمين انه كان خادما للاميرة اثناء وجودها في اوربا، وأنه يعرف برجاس عشيقها ويعرف انه من بيئة وضيعة، وقد اختارته الاميرة وصيفا لها لانه كان وسيما وقال انه كثيرا مارأي الاميرة تتردد ليلا علي غرفته وهي بملابس النوم، وتحدث عن سلوكياتها معه عندما سافر مع الاميرة الي تونس، وسوريا وكيف كان يدخل معها الحمام دون رقيب!!
وأما الشاهدة الثانية فكانت (لويز ديمونت) السويسرية وصيفة الاميرة التي قالت ان هذا الوصيف كان يشارك الاميرة غرفتها مرتديا ثياب النوم، وقد لاحظت ان سريرا واحدا من السريرين اللذين بغرفة الأميرة هو الذي استعمل فقط.
و..لم يحضر احد من شهور الاميرة كارولين ودافع عنها المحامي الشهير بروجرام الذي لم يجد مايدافع به عن الاميرة إلا بتلاوة فقرات من خطابات كان قد أرسلها الي الاميرة الملك الراحل جورج الثالث، وفي هذه الخطابات يشيد بحسن اخلاقها وصفاتها الحميدة او انها خير زوجة لابنه ولي العهد. وقال بان شهادة الشهود بنيت علي اشاعات لايمكن ان ترمي الي مرتبة الدليل في مثل هذه الدعوي الدقيقة.
***
والغريب ان الشعب كان متعاطفا مع الاميرة لكراهيته للملك، ولم يصدق هذه الاتهامات وعندما احتفل في 19 من يوليو سنة 1821 بتتويج الملك جورج الرابع ملكا علي البلاد، حاولت كارولين ان تقحم نفسها علي هذا الاحتفال بدخول مكانه، إلا انها منعت من الدخول.
وبعد شهرين من تتويج الملك قضت كارولين نحبها، ونقل جثمانها عبر البحار الي موطنها الأصلي المانيا، حيث وريت التراب في مدينة برنزويك بجوار أسلافها.
المراجع
من أشهر المحاكمات التاريخية
وضع: بيركنهد
تعريب: المستشار محمد زكي اسحق
الملك جورج الثالث أرغم ولي عهده علي
الزواج من الأميرة كارولين لأسباب سياسية
كان هذا الزواج سياسيا مافي ذلك شك او من جهة اخري كان الملك قد ضاق ذرعا بسلوك ولي عهده الذي كان يعاشر سيدة تدعي مسز فنز هربرت معاشرة الازواج فأراد ان يضع حدا لسلوكه المشين، وكان ولي العهد شديد الاسراف إذ بلغت ديونه في عام 1792 مايقرب من نصف مليون جنيه، الأمر الذي حدا برئيس الوزراء ان يعرض الامر علي الملك، فقبل ان يسدد ديونه علي شرط أن يتولي رئيس الوزراء اقناعه بالزواج من كارولين، وعلي هذا الأساس رضخ ولي العهد لأوامر أبيه في هذا الزواج مرغما.
ونعرف من خلال الاحداث ان الدوق برنزويك والد كارولين احد قواد الالمان الذين وقفوا الي جانب انجلترا في حربها ضد فرنسا، وكانت والدتها الأميرة أوجتا أخت الملك جورج الثالث، ولم تكن كارولين جميلة بل كانت قصيرة القامة غير متناسقة الاعضاء، كما انها لم تكن صغيرة السن بل كانت وقت خطبتها الي ولي عهد انجلترا قد ناهزت الثامنة والعشرين ربيعا.
ويقول بعض المؤرخين ان كارولين كانت غير متزنة في أحاديثها بل رماها بعضهم بالجنون.. كما كان مظهرها الخارجي غير حسن وتميل الي الفحش في الكلام.
وكان ولي العهد يجهل تمام الجهل كل هذه النقائص التي تشين كارولين، ولم يتجاسر احد من الوزراء الذين سبق لهم ان قابلوها وتحدثوا إليها ان يفضوا لولي العهد بذلك، وأن يكاشفوه بحقيقتها وذلك خوفا من الملك الذي كان شديد الرغبة في ان تتم هذه الزيجة بأي ثمن!
المهم ان الملك ارسل بوزيره اللورد مالسلبوري الي دوق برنزويك للاتفاق معه وتحديد ميعاد لاتمام العقد، وعندما تقابل الخطيبان لأول مرة في انجلترا، اتضح ان كلامنهما لم يفز باعجاب الاخر، فقد كاد يغمي علي ولي العهد عندما شاهدها، حتي انه طلب الي احد مرافقيه ان يسعفه بكأس من البراندي.
أما هي فقد حملقت في وجهه ببلاهة وقالت لوصيفاتها بالفرنسية (انني أراه ضخما جدا).
وعقد الزواج في 8 من ابريل سنة 1795 بكنيسة (الشايل روبال) وكان ولي العهد في حالة يرثي لها عند اجراء مراسيم العقد، فقد علت وجهه صفرة شديدة، وقيل انه كان ثملا امام كارولين فقد كانت علي العكس مبتهجة أشد الابتهاج.
***
وكان من الطبيعي ان يدب الخلاف بينهما حتي بعد ان انجبا الأميرة شارلوت.. وكان كل واحد منهما يعيش في جناح خاص!
وكان الناس يكرهون ولي العهد لأنه كان مغامرا وزير نساء، ومسرفا شديد الاسراف في كل شيء حتي بلغت ديونه ستمائة ألف جنيه!
وكانوا يحبون كارولين.
***
وفي عام 1804 قام نزاع بين الزوجين علي رعاية طفلتهما الاميرة شارلوت، وقد حدث هذا عندما ظهرت اشاعة بأن كارولين قد حملت سفاحا، مما حدا بالملك ان يجري تحقيقا في هذا الشأن واطلق علي هذا التحقيق (التحقيق الحساس) وثبت من هذا التحقيق بأن الاميرة كانت علي علاقة مشينة ببعض ضباط الحرس، وانها كانت تعاشر (وليم أوستين) وهو شاب وسيم (ابن مربية ولي العهد) معاشرة مشكوكا في أمرها كثيرا.
وعندما رفع نتيجة هذا التحقيق الي الملك جورج الثالث، امر باستبعاد اسم كارولين من البلاط الملكي، وقد التمست من الملك ان يستمع الي دفاعها فلن يأبه لها.
وكان رجال البلاط فيما عدا العدد القليل منهم يحقدون عليها حقدا شديدا لاستهتارها وسلوكها الشائن، ولكن غالبية الشعب الذي لم يكن يدري عن سلوكها شيئا كان في جانبها.
***
وعندما مرض الملك عين ولي عهده نائبا له، وكانت هي تعيش وحدها في قصر كنجتون ويتردد عليها بعض من كانت علي صلة طيبة بهم مثل الشاعر المعروف اللورد بيرون، والكاتب الكبير شارلز لابي، وغيرهما يوغرون صدر الأميرة ضد زوجها لكراهيتهم له.
رغم حب الشعب لها فانها لم تستطع ان تستغل هذا الحب لمصلحتها، بل ذهبت الي أوربا تتجول في مختلف مدنها لمدة ست سنوات، وهي تحيا حياة بوهيمية لاتليق بمركزها، واصطفت لنفسها وصيفا ايطاليا يدعي (برجاس).. وأخذت ألسنة الناس تتحدث عنها، ووصل الأمر الي زوجها فقرر ان ينفصل عنها بأية وسيلة.
***
ومات الملك جورج الثالث وتولي بعده ولي عهده باسم جورج الرابع، وعندما علمت كارولين بذلك قررت العودة لتكون بجانبه علي العرش!
وكانت فرصة امام الملك للتخلص منها، وكان تحت يده وثائق هامة تثبت عليها الخيانة الزوجية بطريق قاطع، فتقدم الي مجلس اللوردات برسالة تلاها علي المجلس يوم 6 من يونيو سنة 1820، يتهم فيها زوجته بخيانته اثناء وجودها في اوربا.
وعلمت هي بذلك فأرسلت الي المجلس رسالة تنفي عن نفسها هذه التهم، وان لديها الشهود علي ذلك ولكن اللجنة السرية التي كانت تفحص الوثائق والمستندات التي تقدم بها الملك انتهت الي القرار الآتي:
استبان لهذه اللجنة من فحص المستندات والوثائق المقدمة ضد الاميرة كارولين، وثبت لديها بطريق قاطع انها أثناء وجودها خارج الجزر البريطانية قد سلكت سلوكا مشينا لايتفق وكرامة مركزها.. إذ شهد عدد كبيرمن مختلف الطبقات، وفي مختلف دول اوربا، شهادة تقطع بان الاميرة كانت علي علاقة جنسية مع شخص اجنبي وكانت تعيش معه معيشة مبتذلة. ولما كان هذا السلوك من جانبها لايمس شخصها وحدها بل يمس الشعب البريطاني باجمعه، وكرامة التاج فإن اللجنة تنصح باتخاذ اجراء تشريعي في هذا الشأن.
تقدمت كارولين بدورها الي المجلس بطلب آخر ألحت فيه علي هذا المجلس بالموافقة علي سماع شهودها، وكان نصيب هذا الطلب الاهمال التام.
***
وبعد أيام تقدم نائب مدينة ليفربول الي المجلس يقضي بحرمان كارولين من حقوقها وامتيازاتها كزوجة للملك، وفي الوقت نفسه بفصم عري الزوجية بينهما، وكانت المذكرة الايضاحية المرفقة بهذا المشروع، تتضمن شرحا وافيا لما نسب الي كارولين، إذ بدأت بسرد تفاصيل مغادرتها لانجلترا عام 1814، وكيف انها اثناء وجودها بمدينة ميلانو بايطاليا قد اتخذت لنفسها وصيفا من بيئة وضيعة يدعي (برتولمبو برجاس).
وتذكر المذكرة هذه العلاقة الشائنة ثم تطالب ان تحرم الأميرة من لقبها كملكة أزاء سلوكها المعيب إذ انها لاتستحق بعد ذلك شرف الاستمرار كزوجة للملك، وان هذا الزواج يعتبر لاغيا بمجرد صدور المرسوم بذلك من جلالة الملك بناء علي رغبة افراد رعيته الأوفياء الممثلين في هذا المجلس الموقر.
***
حاولت كارولين من جانبها عرقلة سير القانون، فتقدم اللورد واكر في 6 من يولية باقتراح بطلب فتح باب المناقشة فيه وسماع أقوال كارولين وشهودها وقد أخذ الرأي علي هذا الاقتراح، فوافقت عليه الاغلبية علي ان يناقش في جلسة سرية لايحضرها إلا الأميرة والمدافعين عنها.
وفي مساء يوم 19 من اغسطس اجتمع البرلمان الانجليزي بمجلسيه، وبدأ في مناقشة مشروع القانون، واتفق الرأي علي استدعاء الاشخاص الذين سئلوا في التحقيق السري وكانت كارولين حاضرة في هذا الاجتماع.
نودي علي الشاهد الأول (تيودور ماجوش) وما ان سمعت كارولين اسمه حتي اسرعت الي خارج القاعة وهي في أشد حالات الهياج قرر الشاهد امام المجلس بعد حلفه لليمين انه كان خادما للاميرة اثناء وجودها في اوربا، وأنه يعرف برجاس عشيقها ويعرف انه من بيئة وضيعة، وقد اختارته الاميرة وصيفا لها لانه كان وسيما وقال انه كثيرا مارأي الاميرة تتردد ليلا علي غرفته وهي بملابس النوم، وتحدث عن سلوكياتها معه عندما سافر مع الاميرة الي تونس، وسوريا وكيف كان يدخل معها الحمام دون رقيب!!
وأما الشاهدة الثانية فكانت (لويز ديمونت) السويسرية وصيفة الاميرة التي قالت ان هذا الوصيف كان يشارك الاميرة غرفتها مرتديا ثياب النوم، وقد لاحظت ان سريرا واحدا من السريرين اللذين بغرفة الأميرة هو الذي استعمل فقط.
و..لم يحضر احد من شهور الاميرة كارولين ودافع عنها المحامي الشهير بروجرام الذي لم يجد مايدافع به عن الاميرة إلا بتلاوة فقرات من خطابات كان قد أرسلها الي الاميرة الملك الراحل جورج الثالث، وفي هذه الخطابات يشيد بحسن اخلاقها وصفاتها الحميدة او انها خير زوجة لابنه ولي العهد. وقال بان شهادة الشهود بنيت علي اشاعات لايمكن ان ترمي الي مرتبة الدليل في مثل هذه الدعوي الدقيقة.
***
والغريب ان الشعب كان متعاطفا مع الاميرة لكراهيته للملك، ولم يصدق هذه الاتهامات وعندما احتفل في 19 من يوليو سنة 1821 بتتويج الملك جورج الرابع ملكا علي البلاد، حاولت كارولين ان تقحم نفسها علي هذا الاحتفال بدخول مكانه، إلا انها منعت من الدخول.
وبعد شهرين من تتويج الملك قضت كارولين نحبها، ونقل جثمانها عبر البحار الي موطنها الأصلي المانيا، حيث وريت التراب في مدينة برنزويك بجوار أسلافها.
المراجع
من أشهر المحاكمات التاريخية
وضع: بيركنهد
تعريب: المستشار محمد زكي اسحق
دارز- نجم فعال
- عدد الرسائل : 333
تاريخ التسجيل : 12/12/2006
رد: نهاية اميره العاثبه
يعطيك العافيه على جهدك الرائع
وبالتوفيق انشاء الله
وبالتوفيق انشاء الله
اضحك تشوف الدنيا حلوة- مراقبة
- عدد الرسائل : 300
تاريخ التسجيل : 20/11/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى