من معجزة القرآن

من معجزة القرآن

إنه لمن العجيب أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد في العالم الذي يمكن أن يحفظه الإنسان بدون فهم00 فتجد الطفل الصغير عمره سبع سنوات و ربما أقل من ذلك0 و مع هذا يحفظ القرآن كله00 أيمكن لهذا الطفل الصغير الغير مكلف أن يستوعب معاني القرآن الكريم؟بالطبع لا00 و لكن الإيمان الفطري في داخله يجعله يحفظ القرآن عن ظهر قلب و يتلوه00 لأن هذا الإيمان من الخالق،و هو الله سبحانه و تعالى 00 و القرآن الكريم هو كلامه 00 و لذلك تنسجم النفس البشرية و هي في أولى مراحلها مع كلام خالقها 00 أليس هذا إعجازاًنقف عنده ليلفتنا إلى الله سبحانه و تعالى 00 و أنه هو الخالق و هو الموجد.

فإذا قال رسول صلى الله عليه و سلم:إن الإنسان يولد على الفطرة، و اهله يهودانه أو ينصرانه.
قلنا صدقت يا رسول الله، و أكبر دليل على ذلك هو انسجام فطرة الإنسان مع كلام الله.

بل و أكثر من ذلك،يأتي الله سبحانه و تعالى ليرينا أن الإنسان هو هو00 و أنه سيأتي به يوم القيامة 00 دون أن يختلط أحد مع أحد00 و يتساءل الذين لا يؤمنون كيف يمكن أن يأتي الإنسان بنفسه يوم القيامة دون أن يختلط احد مع أحد؟

نقول الله سبحانه و تعالى رحمة بعقولنا قد أعطانا الدليل في الدنيا00 و لن ندخل في تكوين الإنسان،و لا في أشياء غيبية و لكننا نأخذ الدليل المادي وحده فالبشر و هم بلايين كلهم مخلوقون على هيئة واحدة و لكن كل واحد منهم مميز عن الآخر00 فالأب يعرف ابنه بين ملايين البشر و الابن يعرف أباه و أمه بين ملايين الرجال و النساء بمجرد النظرة00 بمجرد اللمحة تستطيع أن تخرج ابنك أو أباك أو أمك من بين الناس جميعاً 00 هذا تمييز للإنسان لا يشترك فيه بقية الخلق 0 فأنت لا تستطيع أن تميز بقرة و بقرة أو جملاً و جملاً أو أي مخلوف آخر إلا الإنسان.

و لذلك فإن رعاة الغنم يرقمونها أو يضعون عليها علامات مميزة حتى يعرفونها 00 و لكنهم لا يضعون على أولادهم علامات حتى يميزوهم عن غيرهم من ملايين الصغار.

و تجد الإنسان مميزاً ببصمة الإصبع00 لا تتشابه بصمة إبهام إنسان مع إنسان آخر رغم وجود بلايين البشر 00 ليس هذا فقط00 و لكن لكل منا بصمة رائحة لا تتشابه مع إنسان آخر و نحن لا ندركها 00 و لكن كلب الشرطة المدرب هو الذي أعطاه الله ملكة تمييزها فيشم رائحة الأثر،فيخرج هذا الإنسان من بين العشرات بل المئات.

و كلما أعيدت التجربة قام كلب الشرطة بإخراج نفس الشخص 00 بل إنه مع تقدم العلم وجد أنه لكل إنسان بصمة صوت تميزه عن الآخر00 و بصمة فك خاصة بأسنانه00 كل هذا ليلفتنا الحق سبحانه و تعالى إلى أنه ميز كلاً منا بميزات لا يشترك فيها مع أحد 00 حتى بأتي به يوم البعث هو هو نفسه.

بل إن الله سبحانه و تعالى وضع فينا العدل بالنسبة لأبنائنا رغماً عنا 00 فتجد الأب يحب أصغر أبنائه أكثر من الكبار00 لماذا؟لأن الأبن الصغير مهما امتد العمر بالأب سيقضي في رعاية أبيه سنوات أقل من الكبار 00 و لذلك أعطاه حناناً أكبر ليعوضه عن هذه السنوات00 حتى يكون خير الأب و عطفه قد وزعنا على أبنائنا بالعدل00فمنهم من أخذ عطفاً أقل و سنوات أكثر 0 و منهم من أخذ سنوات أقل و عطفاً أكثر.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى بيان بعض الفيوضات التي شملتها الآية الكريمة:"و في انفسكم أفلا تنظرون" ، و التي أعطتنا بوضوح الدليل المادي من النفس البشرية بأنها تعرف الله بالفطرة و تعرف الخير و الشر بالفطرة 00 مصداقاً لقوله تعالى:"فألهمها فجورها و تقواها"سورة الشمس- آية 8

و إن هذه النفس بالدليل المادي لا تملك لذاتها نفعاً و لا ضراً إلا ما شاء الله00 و إنها منسجمة مع الإيمان بفطرة خلقها00 و منسجمة مع كلام الله بفطرتها الإيمانية .

مشكورة أختي على هذا المرور

مشكور
اللة يعطيك العافية

مشكورة أختي على هذا المرور

تسلم اخي ع الموضوع االجميل